بي ام دبليو ساوبر يزاحم فيراري وماكلارين

فريق بي ام دبليو ساوبر مرشح بقوة للدخول على خط المنافسة وهو في موسمه الثالث فقط في سباقات فورمولا واحد

سيكون فريق بي ام دبليو ساوبر وفي موسمه الثالث فقط في سباقات فورمولا واحد مرشحا بقوة للدخول على خط الثنائية القطبية المتمثلة بفريقي فيراري بطل السائقين والصانعين وماكلارين مرسيدس وذلك انطلاقا من المرحلة الاولى التي تحتضنها حلبة البرت بارك الاسترالية في نهاية الاسبوع الحالي.

ويبدو الفريق الالماني-السويسري مع سائقيه الالماني نيك هايدفيلد والبولندي روبرت كوبيتسا الاكثر جهوزية لخلط الاوراق والتوقعات خصوصا ان رينو تبدو بعيدة عن مسار الصراع على اقله في المراحل الاولى من البولة رغم عودة "الابن الضال" الاسباني فرناندو الونسو بعد موسم مشحون مع ماكلارين مرسيدس.

وكانت بي ام دبليو ساوبر الفريق الوحيد الذي كان قريبا جدا من الثنائي فيراري-ماكلارين خلال الموسم الماضي واستحق عن جدارة حصوله على المركز الثاني في بطولة الصانعين وان كان على حساب ماكلارين التي اقصيت بسبب فضيحة تجسسها على فيراري.

ولا يبدو سيناريو 2008 مختلفا عن الذي سبقه استنادا الى التحضيرات التي سبقت انطلاق الموسم مع تخوف وحيد من القيمين على الفريق متمثلا بالتهديد القادم من فريق وليامس-تويوتا الذي قد يحقق بعض المفاجآت هذا الموسم، ما قد يدفع القيمين على بي ام دبليو للانشغال بصراع الاخير مع وليامس عوضا عن تقليص الهوة التي تفصله عن فيراري وماكلارين مرسيدس.

واستنادا الى الخطط التي وضعها الفريق الالماني-السويسري منذ شرائه اسهم ساوبر في 2006، وهي الارتقاء نحو الصفوف الامامية من موسم الى اخر ومن ثم المنافسة على اللقب، يبدو موسم 2008 الموعد الذي سنشهد فيه حصول بي ام دبليو ساوبر مع سيارته الجديدة "اف 1-08" على فوزه الاول.

ويأمل الفريق ان يتخطى انجاز ما حققه في افتتاح الموسم الماضي عندما حل رابعا في المراحل الاربع الاولى عبر هايدفيلد (ثلاث مرات) وكوبيتسا (مرة واحدة)، وينافس منذ سباق ملبورن على المركز الاول.

وفاجأ اداء بي ام دبليو الجميع في الموسم الماضي خصوصا في ظل وجود فرق عريقة مثل رينو ووليامس والعملاقين اليابانيين هوندا وتويوتا، وحتى ان هايدفيلد نفسه اكد انه لم يتوقع ان يكون فريقه منافسا منذ المراحل الاولى للموسم الماضي، مضيفا "تفاجأت دون ادنى شك. حتى بعد التجارب الشتوية اعتقدت ان رينو بشكل خاص ستكون اقوى من فريقنا. ان نتمكن من المنافسة وان نكون ثالث افضل فريق منذ البداية ومن ثم نستمر على هذه الوتيرة طيلة الموسم كان اكثر بكثير مما كنا نتوقع في موسمنا الثاني فقط في البطولة".

وصعد هايدفيلد في مناسبتين على منصة التتويج عندما حل ثانيا في كندا وثالثا في المجر، ولا يبدو ما حققه في 2007 بالشيء الكبير لكن بالنظر الى الصراع الثنائي بين فيراري وماكلارين كان السائق الوحيد الذي كسر احتكار سائقي هذين الفريقين لمنصة التتويج في مناسبتين.

وعلق هايدفيلد على هذا الموضوع قائلا "انه امر بسيط جدا: اذ كنت ثالث اسرع فريق فيعني ان هناك اربع سيارات اسرع منك وبالتالي اي نتيجة افضل من المركزين الخامس والسادس كانت رائعة لفريقنا. حققنا المركز الرابع في الكثير من المناسبات وحصولي على المركزين الثاني والثالث في كندا والمجر كان رائعا".

ويتطلع فريق بي ام دبليو ساوبر بشوق لخوض سباقه الاول في 2008 وعبر عن هذا الامر هايدفيلد قائلا "اتطلع بشوق لرفع الستار من استراليا. هذه المرة سنكون من الصعب علينا التوقع كيف سيكون التنافس. حققنا بعض التقدم بين تجاربنا في فالنسيا وبرشلونة لكن لا احد منا يعلم اي سيكون موقعنا في ملبورن. الخريف في استراليا يحمل معه الامطار ما سيجعل القيادة دون جهازي التحكم بالتماسك والكبح المحركي تحديا كبيرا. قمت ببعض التجارب على المسار المبتل وكانت القيادة في هذه الظروف ممتعة للغاية. التماسك في حلبة البرت بارك صعبا للغاية حتى في الظروف المناخية العادية خصوصا في البداية".

اما كوبيتسا فاعتبر بدوره ان جميع التوقعات ستصل الى نتيجتها النهائية في البرت بارك، مضيفا "اتطلع بفارغ الصبر لانطلاق الموسم من ملبورن. الفريق باكمله عمل بجهد كبير خلال الاسابيع الماضية واظهرت "اف 1-08" اداء ثابتا ومتطورا واعتقد انها تملك امكانيات كبيرة. تعجبني الحلبة في ملبورن واذا كان الامر متعلقا بي لطالبت باقامة جميع السباقات على حلبات شوارع".

وواصل بشكل عام "القيادة الدقيقة اصبحت اكثر صعوبة في 2008 في ظل غياب جهاز التحكم بالتماسك الذي يساعدك للعودة الى الحلبة في حال خرجت عن المسار. سيكلفنا هذا الامر بعض الوقت لاننا اصبحنا مجبرين على تخفيف سرعتنا من اجل اعادة السيارة الى المسار في حال فقدنا السيطرة عليها بعض الشيء".

وبدوره اعتبر ماريو تيسين مدير بي ام دبليو موتورسبوت ان حلبة البرت بارك وسباق ملبورن هما البداية المثالية للموسم بسبب الاجواء الاسترالية المميزة، مضيفا "الموسم الماضي حققنا هنا افضل نتيجة لنا في التجارب التأهيلية بانطلاق نيك من المركز الثالث وروبرت من الخامس. السباق الاول هو لحظة الحقيقة دائما. هنا نرى اين موقعنا مقارنة مع الفرق الاخرى".

واضاف تيسين "خلال الشتاء اخترنا اعتماد مقاربة مختلفة في تصنيع "اف 1-08" من اجل ان نتمكن من تقليص الهوة التي تفصلنا عن الفريقين المتواجدين امامنا. السيارة الجديدة اظهرت جدارة تشغيل جيدة منذ البداية. وعلمنا ان السيطرة على سيارة قوية جدا منذ البداية اصعب بكثير من ان يكون بحوزتك سيارة جيدة ومن ثم تطورها مع تقدم المراحل. بالنسبة الينا نحن الان في مرحلة ادخال العيارات المناسبة ووضع اللمسات الاخيرة. اعتقد اننا على المسار الصحيح. هدفنا في 2008 لم يتغير وهو الاقتراب من ثنائي المقدمة وتحقيق فوزنا الاول".

ورأى ويلي رامف المدير التقني في الفريق الالماني-السويسري ان حلبة البرت بارك ستشكل تحديا كبيرا للسائقين لانها تتكون من منعطفات بطيئة كثيرة ولا وجود لجهاز التحكم بالتماسك، مضيفا "الضغط سيكون كبيرا على الاطارين الخلفيين والسائقون سيواجهون صعوبات جمة في الكبح عند المنعطفات ومن ثم التسارع لحظة الخروج منها".

وختم رامف "العاملان الاساسيان اللذان سيشكلان ركيزة اهتمامات السائقين هما التماسك الجيد والكبح الجيد. تبريد المكابح مهم جدا في ملبورن التي تعتبر الحلبة الاكثر ضغطا على المكابح بعد حلبة مونتريال. والسباق الافتتاحي يشكل العد التنازلي لعمر علبة السرعات لان القوانين الجديدة تحرم استبدال علبة السرعات الا بعد 4 سباقات".
(2008/03/11 ,16:47)

زهرة الياسمين