العيد مفرح ومؤلم

اعزائي اخوتي :

كلما اوغلنا أنفسنا في الزمن أكثر كلما ازداد غرقنا بزرقته المشعشعة ، وراحت الأيام تتبارى في اثبات مختلف

اشكالها ........

وهذا يوم آخر وشكل آخر .....انه العيد ..محطة الابتسامات والمصافحات والذكريات ......والشقاء لمن تتوالى

عليه دون ان يميز يوم عن يوم ، ودون أن يحس انها تدور وتتجدد ..كما تتجدد ثياب العيد .

في العيد تتراقص الألوان الزاهية في الشوارع وعلى ازقة المدن ...وترتفع الأصوات ، ويتغير عن البيت شيء من

ظلال الروتين الممل ......

يتغير كل شيء ....العجوز بتقاسيمها المجعدة ، وثيابها الغامقة...والفتاة بنضارتها الضاحكة ، والصغير بثوبه الجديد

الذي هو رمز العيد ...فالناس يجرون ويتلاقون وينصبون من البيوت الى البيوت والشوارع وهم يحسون بخفقات

جديدة بقلوبهم ..لأنهم التفتوا الى معنى انسانيتهم التى تشعرهم بانهم اصبحوا اخوانا يتعانقون لا اعداءً يتخاصمون .

فالعيد يؤلم .......يؤلم تلك الأم التي اودعت الثرى ابنها وذاك الأب الذي يحس بنقص افراد اسرته على مائدة

الفطور .....ويؤلم ذلك اليتيم الذي فقد ابويه ولم يراهم حوله في هذا اليوم ..............

ولكن أليس للعيد فضل في انه جمع الناس ...جمع شمل الأسرة ...جمع الغائبين مع الحاضرين حتى لو بالذكرى ...

وكل عام وانتم بالف خير